صبره على الأذى: ولقي الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من
الظلم والاضطهاد فخرجوا.
قال ابن إسحاق: فلما مات أبو طالب
نالت قريش من رسول الله من الأذى ما لم تطمع فيه حياته، وروى أبو نعيم عن
أبي هريرة قال: { لما مات أبو طالب تجهَّموا رسول الله فقال: يا عم ما
أسرع ما وجدت فقدك }.
وفي الصحيحين: أنه كان يصلي، وسلا
جزورٍ قريب منه، فأخذه عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل
ساجداً، حتى جاءت فاطمة فألقنه عن ظهره، فقال حينئذ: { اللهم عليك بالملأ
من قريش }. وفي أفراد البخاري: أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه ،
ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال
أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟
رحمته بقومه:
فلما اشتد الأذى على رسول الله بعد وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها،
خرج رسول الله إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا
العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر الرجوع إلى
مكة. قال : { انطلقت – يعني من الطائف – وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق
إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسي فإذا سحابة قد
أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد
سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت
فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت
أن أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال
رسول الله : بل أرجو أن يخرج
الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً } [متفق
عليه].
وكان رسول الله يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل ويقول: { من يؤويني؟ من
ينصرني؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي! }.
ثم أن رسول الله لقي عند العقبة في
الموسم ستة نفر فدعاهم فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى
فشا الإسلام فيهم، ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سراً، فلما
تمت أمر رسول الله من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا
أرسالاً.
هجرته إلى المدينة :
ثم خرج رسول الله هو وأبو بكر إلى المدينة فتوجه إلى غار ثور، فأقاما فيه
ثلاثاً، وعني أمرهم على قريش، ثم دخل المدينة فتلقاه أهلها بالرحب والسعة،
فبنى فيها مسجده ومنزله.
غزواته : عن ابن عباس قال: لما خرج
رسول الله من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون،
لَيهَلِكُنَّ، فأنزل الله عز وجل: أُذِنَ للَّذينَ يُقَاتَلُنَ
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا [الحج:39]. وهي أول آية نزلت في القتال. وغزا رسول
الله سبعاً وعشرين غزاة، قاتل منها في تسع: بدر، وأحد، والريسيع، والخندق،
وقريظة، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف، وبعثَ ستاً وخمسين سرية.
حج النبي واعتماره :
لم يحج النبي بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع.
فالأولى عمرة الحديبية التي صدّه المشركون عنها. والثانية عمرة القضاء
والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة عمرته مع حجته.
صفته :
كان رسول الله ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون - أي أبيض
بياضاً مشرباً بحمرة - أشعر، أدعج العينين –أي شديد سوادهما – أجرد –أي لا
يغطي الشعر صدره وبطنه -، ذو مَسرُبه – أي له شعر يكون في وسط الصدر
والبطن.
أخلاقه :
كان أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم عشرة، قال تعالى:
َإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ [القلم:4]
. وكان أشجع الناس وأعف الناس
وأكثرهم تواضعاً، وكان أشد حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ
عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه،
وكان يأكل ما وجد، ولا يدُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل
متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد
في أبياته نار، وكان يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في
الجنائز.
وكان يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويضحك
من غير قهقهة، وكان في مهنة أهله، وقال: { خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم
لأهلي } [الترمذي وصححه الألباني]، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت
رسول الله عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا
فعلت كذا!!.
وما زال يلطف بالخلق ويريهم
المعجزات، فانشق له القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع،
إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال.
فضله : عن
جابر بن عبدالله أن النبي قال: { أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت
بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي
أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي، وأعطيت الشفاعة،
وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة } [متفق عليه]. وفي أفراد
مسلم من حديث أنس عن النبي أنه قال: { أنا أول الناس يشفع يوم القيامة،
وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة }. وفي
أفراده من حديث أبي هريرة عن النبي أنه قال: { أنا سيد ولد آدم يوم
القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع }.
الإثنين 2 أغسطس 2010 - 0:46 من طرف armanya
» سجل دخولك بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم
الإثنين 2 أغسطس 2010 - 0:37 من طرف armanya
» اهدائى الى........
الإثنين 2 أغسطس 2010 - 0:32 من طرف armanya
» فزورة المفتش كرومبو على طريقتى أنا
الإثنين 10 أغسطس 2009 - 11:44 من طرف armanya
» ورد لاطيب عضو في المنتدي
الخميس 9 أبريل 2009 - 0:39 من طرف armanya
» دكتور مصطفى محمود
الإثنين 6 أبريل 2009 - 23:29 من طرف mahetab
» شوربة القرع العسلى اللذيذة أوووووووووى
الإثنين 6 أبريل 2009 - 23:28 من طرف mahetab
» سؤال وجواب (فتوى شرعية)
الإثنين 6 أبريل 2009 - 20:50 من طرف mahetab
» كلمتين ع الماشى 2(زجل بقلم أخويا أيمن)
الأحد 5 أبريل 2009 - 21:49 من طرف mahetab
» "حصريا برنامج mmc tools الجديد لإصلاح كروت الميمورى التالف
الإثنين 30 مارس 2009 - 11:37 من طرف A7MD
» عبر عن حالتك بأغنيه
السبت 28 مارس 2009 - 16:05 من طرف CaPtAiN 7oOdA
» يلا الحق بسرعة كيفية الاشتراك في موقع رابيدشير مجانا
الأربعاء 18 مارس 2009 - 19:53 من طرف mjjm
» i am back
الثلاثاء 17 فبراير 2009 - 0:54 من طرف mahetab
» قرد موبينيل قرر عدم الرجوع إلى مصر نهائيآ
الجمعة 13 فبراير 2009 - 17:34 من طرف mahetab
» هم و احنا
الخميس 12 فبراير 2009 - 17:13 من طرف blue sky