في تشجيع الزمالك بعض الفوائد

إذا حدث في أحد المرات وقد اتجه الحديث ناحية كرة القدم ولاحظت أن صديقك أو زميلك في العمل قد أكتشف فجأة أن رباط حذائه قد انفك وظل يحاول أن يعقده حتى نهاية الحديث أو قرر فجأة أيضا أن يحاول فتح احد أدراج المكتب الذي لم يفتح من قبل التاريخ ولن يجد فيه بالطبع سوي بعض الجرائد القديمة أو المسامير وربما تلاحظ أيضا أن زميلك قد أنتابه حماس مفاجئ للعمل وتجاوز عن حل الكلمات المتقاطعة... وبدأ في إنهاء جميع الأوراق في التو واللحظة لأن مصالح الناس لا يصح أن تتأخر فلا تعتقد أبدا أن صديقك العزيز ( ما لهوش في الكرة)ولكن أعلم انه زمالكاوي مسكين مثلي.

الحقيقة أنه من المتوقع إذا أستمر حال الزمالك على ما هو عليه أن تجد الزما لكاوية متخفيين في الشوارع وإذا حدث وتقابلوا يهمس أحدهم للآخر بكلمة السر... " الدوري خلص ولا لسه ".

وفي دراسة أخيرة صرح أحد أطباء علم النفس المعروفين أن تشجيع نادي الزمالك ينطوي على لون من ألوان المازوخية أو (حب تعذيب الذات) وان كان لا يعرف سبب انتشار هذا المرض بين هذه الفئة من الناس بالذات.

وعملا بالمثل الشعبي " أدعي على أبني واكره من يقول آمين" وكنوع من أجبار النفس على الصبر على البلاء أستطيع أن أقول لك باسم الزما لكاوية أن لتشجيع نادي الزمالك مميزات لا يحصل عليها مشجعي أي نادي آخر:

1.القدرة علي السيطرة على أعصابك وأن تحتفظ بأعصابك باردة مهما كانت الظروف فليس من المعقول أن تحرق دمك في كل مرة ينهزم فيها الزمالك أو يتعادل مع نادي قد أنهزم من كل فرق الدوري قاصيها ودانيها، ولكي نستطيع أن نفهم أكثر الفارق بين المشجع الأهلاوي الخفيف وبين المشجع الزما لكاوي ذو الأعصاب الحديدية يكفي أن نعرف أن أحد مشجعي الأهلي قد أصيب بأزمة قلبية بعد مباراة الأهلي مع انبي الشهيرة والتي بسببها خسر الأهلي الدوري في تلك السنة ، بينما الزمالك يخسر الدوري سنويا ولم تهتز شعرة في رأس أكثر الزما لكاوية تعصبا.

2. الشعور بأنك صاحب مبدأ أو بأنك مثل المناضلين السياسيين بالرغم من السجن والضرب والإهانة يتمسكون بمبادئهم وهكذا أنت تشجع الزمالك بالرغم من كل شيء... كل شيء.

3. الشعور بالإثارة والترقب فبينما مشجع الأهلي يجلس لمشاهدة مباراة فريقه متأكدا من فوزه بنسبة 99.9% -كنتيجة الانتخابات في الدول العربية-نلاحظ أن المشجع الزما لكاوي يجلس مترقبا واضعا يده على قلبه خوفا من مقالب الزمالك المشهورة فحتى لو كان الزمالك قد فاز في المباراة الماضية بنتيجة كبيرة مثل 3-0 فمن الممكن جدا أن ينهزم هذه المباراة بنتيجة مماثلة .

4. لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس هو شعار كل زمالكاوي فبعد انتهاء كل دوري بالنتيجة إياها نجد الأمل لا يزال ينبض في الصدور ويحدث الزما لكاوي نفسه قائلا " حصل خير بكره تفرج ".

5.تشجيع الزمالك يعلمك الديموقراطية مع أولادك فهناك ملاحظة عامة وهي أن كل الأشخاص الأهلاوية أبنائه

أهلاوية بالتبعية بينما من الممكن جدا أن تجد أب زمالكاوي وله ابن أهلاوي قد أتعظ من حال أبيه.

6.القدرة على الابتكار وممارسة النقد الذاتي فمن المعروف أن معظم هتافات مشجعي النادي لناديهم أما أنها تمجد الفريق أو تحمس اللاعبين فمثلا أحد الهتافات للنادي الأهلي : " ده الأهلي عمهم وحارق دمهم " ولكن جماهير الزمالك ابتكرت نداءا جديدا يعتمد على النقد الذاتي وهو : "ألعب بقى يا عم خلي عندك دم" فهم يطلبون من اللاعبين أن يكون عندهم "حبة من الأحمر " كالأهلي مثلا.