الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده ...
أما بعد ....
ففي زمن من الأزمان ، أراد أعداء الإسلام غزو بلاد المسلمين ،
فأرسلوا عيناً لهم ( أي جاسوساً) يستطلع لهم أحوال المسلمين ،
ويتحسّس أخبارهم ،
وبينا هو يسير في حيّ من أحياء المسلمين ،
رأى غلامين في أيديهما النبل والسهام ، وأحدهما قاعد يبكي ،
فدنا منه ، وسأله عن سبب بكائه ،
فأجاب الغلام وهو يجهش بالبكاء : (( إنّي قد أخطأت الهدف ... ))
ثمّ عاد إلى بكائه
فقال له العين ( أى الجاسوس ) : لا بأس ، خذ سهماً آخر ، وأصب الهدف !
فقال الغلام بلهجة غاضبة : (( ولكنّ العدوّ لا ينتظرني حتى آخذ سهماً آخر وأصيب الهدف )) ..
فعاد الرجل إلى قومه ، وأخبرهم بما رأى ، فعلموا أنّ الوقت غير مناسب لغزو المسلمين ..
ثمّ مضت السنون ، وتغيّرت الأحوال ،
وأراد الأعداء غزو المسلمين ،
فأرسلوا عيناً ( أى جاسوساً ) ، يستطلع لهم الأخبار ،
وحين دخل بلاد المسلمين رأى شابّاً في العشرين من عمره !
في هيئة غريبة ، قاعداً يبكي ،
فدنا منه ، وسأله عن سبب بكائه ،
فرفع رأسه ، وقال مجيباً بصوت يتقطّع ألماً وحسرة : (( إنّ حبيبته التي منحها مهجة قلبه ، وثمرة فؤاده قد هجرته إلى الأبد ، وأحبّت غيره )) ثمّ عاد إلى بكائه ... !!
وعاد الرجل إلى قومه يفرك يديه سروراً مبشّراً لهم بالنصر ...
إن قوة الأمة وضعفها يكمن في مدى تمسكها بكتاب ربّها وسنّة نبيّها صلى الله عليه وسلم ،
ولعل أفضل واقع يترجم ذلك : اهتمامات وشبابها وفتيانها – ذكوراً وإناثاً – كما قال الشاعر :
وينشأ ناشئ الفتيان منّا على ما كان عوده أبوه
ولما كان الحبّ أصل فعل ومبدأه ، وأصل حركة كلّ متحرّك ( ذكر ذلك الإمام ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله في كتابه : (( روضة المحبّين ، ونزهة المشتاقين )) . ) ،
وكان محلّه القلب الذي هو أصل صلاح المرء وفساده ، كان أمره في غاية الخطورة ... وكان جديراً بالعناية والبيان والتوضيح ...
فأقول – وبالله التوفيق - :
إنّ الحبّ أنواع :
1 - فمنه ما هو واجب كحبّ الله ورسوله ،
وما يندرج تحت ذلك من الحبّ في الله ولله .
2 - ومنه ما هو جائز ومباح ،
وهو ما يكون بمقتضى الطبيعة والجبلة كحبّ الوالدين والزوجة والأولاد والعشيرة والوطن ونحو ذلك ،
وهذا النوع له حدّ - متى ما تجاوز ذلك الحد كان محرّماً ،
ومثال ذلك قول أحد الشعراء مخاطباً وطنه :
ويا وطني لقيتك بعد يـأس كأني قد لقيت بك الشبابا
أدير إليك قبل البيت وجهي إذا فهت الشهادة والمتابا
( للشاعر أحمد شوقي ، انظر ديوانه : ج2 ص 13 .)
فالشاعر هنا قد جعل الوطن قبلته الأولى التي يدير إليها وجهه إذا نطق بالشهادة قبل القبلة التي جعلها الله لعباده المسلمين ،
ولا شكّ أنّ ذلك من الضلال الواضح ، والطغيان المبين .
3 - ومنه ما هو محرم ،
وهو الحبّ مع الله ،
كما قال تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [ البقرة: من الآية165] ،
وهذا نوع من الشرك ، يسمّى : ( شرك المحبّة ) ،
وهو درجات بحسب ما يقوم بقلب صاحبه من التعلّق بالمحبوب ومحبّته من دون الله ،
وهذا النوع هو الذي أردت الحديث عنه في هذا الكتاب ،
وهو ما يمكن أن نسميه بـ ( حبّ الأفلام والمسلسلات والمجلات الهابطة ) ،
الذي نشأ عليه الصغير ، وهرم عليه الكبير إلا من رحم الله عز وجل ،
حتى إن بعض ما يسمى بالمسلسلات الدينية ! التي يُمثل فيها الصحابة رضي الله عنهم( قد صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء في تحريم تمثيل الصحابة رضي الله عنهم ، ومنع ذلك . ( انظر : مجلة البحوث الإسلامية ، المجلد الأول ، العدد الأول ص 235 ) . ) لم يسلم من إقحام هذا النوع من الحبّ فيها .
ولقد كنت منذ زمن أتابع ما ينشر حول هذا الموضوع في بعض الصحف والمجلات ،
إضافة إلى ما يصلني من رسائل واتّصالات ، وما أسمعه من قصص وحكايات ،
وعند تأمل ذلك كله ،
تبيّن لي كثرة الأضرار المترتبة على هذا الوهم وآثاره السيئة على الفرد والمجتمع ،
فرأيت جمعها ودراستها في هذا المؤلف ليكون بمثابة صيحة إنذار للغافلين والغافلات ، واللاهين واللاهيات ، سواء من الشباب والشابات ، أو الآباء والأمهات ،
وقد حرصت أن يكون بأسلوب سهل ، وعبارات واضحة ،
لاسيما وأنه موجه بالدرجة الأولى لفئة المراهقين والشباب ،
لاسيما الذين تتراوح أعمارهم ما بين (12- 20 ) سنة ،
لأنهم هم الضحية في الغالب ،
كما حرصت على الاستشهاد في كل ما أذكره بقصص من ابُتلي بهذا البلاء ، وأقوالهم واعترافاتهم كما صرحوا بها ، ليكون ذلك أدعى للردع والزجر ،
علماً بأن أكثر هذه القصص يتضمن مخالفات شرعية كثيرة من اختلاط وخلوة وقلة حياء وغير ذلك مما لا يخفى على مسلم ،
وقد علقت على بعضها ،
واكتفيت في بعضها بوضع علامة تعجب ،
وتركت الباقي لفطنة القارئ ،
والله تعالى هو وليّ التوفيق ،
وهو حسبي ونعم الوكيل .
أما بعد ....
ففي زمن من الأزمان ، أراد أعداء الإسلام غزو بلاد المسلمين ،
فأرسلوا عيناً لهم ( أي جاسوساً) يستطلع لهم أحوال المسلمين ،
ويتحسّس أخبارهم ،
وبينا هو يسير في حيّ من أحياء المسلمين ،
رأى غلامين في أيديهما النبل والسهام ، وأحدهما قاعد يبكي ،
فدنا منه ، وسأله عن سبب بكائه ،
فأجاب الغلام وهو يجهش بالبكاء : (( إنّي قد أخطأت الهدف ... ))
ثمّ عاد إلى بكائه
فقال له العين ( أى الجاسوس ) : لا بأس ، خذ سهماً آخر ، وأصب الهدف !
فقال الغلام بلهجة غاضبة : (( ولكنّ العدوّ لا ينتظرني حتى آخذ سهماً آخر وأصيب الهدف )) ..
فعاد الرجل إلى قومه ، وأخبرهم بما رأى ، فعلموا أنّ الوقت غير مناسب لغزو المسلمين ..
ثمّ مضت السنون ، وتغيّرت الأحوال ،
وأراد الأعداء غزو المسلمين ،
فأرسلوا عيناً ( أى جاسوساً ) ، يستطلع لهم الأخبار ،
وحين دخل بلاد المسلمين رأى شابّاً في العشرين من عمره !
في هيئة غريبة ، قاعداً يبكي ،
فدنا منه ، وسأله عن سبب بكائه ،
فرفع رأسه ، وقال مجيباً بصوت يتقطّع ألماً وحسرة : (( إنّ حبيبته التي منحها مهجة قلبه ، وثمرة فؤاده قد هجرته إلى الأبد ، وأحبّت غيره )) ثمّ عاد إلى بكائه ... !!
وعاد الرجل إلى قومه يفرك يديه سروراً مبشّراً لهم بالنصر ...
إن قوة الأمة وضعفها يكمن في مدى تمسكها بكتاب ربّها وسنّة نبيّها صلى الله عليه وسلم ،
ولعل أفضل واقع يترجم ذلك : اهتمامات وشبابها وفتيانها – ذكوراً وإناثاً – كما قال الشاعر :
وينشأ ناشئ الفتيان منّا على ما كان عوده أبوه
ولما كان الحبّ أصل فعل ومبدأه ، وأصل حركة كلّ متحرّك ( ذكر ذلك الإمام ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله في كتابه : (( روضة المحبّين ، ونزهة المشتاقين )) . ) ،
وكان محلّه القلب الذي هو أصل صلاح المرء وفساده ، كان أمره في غاية الخطورة ... وكان جديراً بالعناية والبيان والتوضيح ...
فأقول – وبالله التوفيق - :
إنّ الحبّ أنواع :
1 - فمنه ما هو واجب كحبّ الله ورسوله ،
وما يندرج تحت ذلك من الحبّ في الله ولله .
2 - ومنه ما هو جائز ومباح ،
وهو ما يكون بمقتضى الطبيعة والجبلة كحبّ الوالدين والزوجة والأولاد والعشيرة والوطن ونحو ذلك ،
وهذا النوع له حدّ - متى ما تجاوز ذلك الحد كان محرّماً ،
ومثال ذلك قول أحد الشعراء مخاطباً وطنه :
ويا وطني لقيتك بعد يـأس كأني قد لقيت بك الشبابا
أدير إليك قبل البيت وجهي إذا فهت الشهادة والمتابا
( للشاعر أحمد شوقي ، انظر ديوانه : ج2 ص 13 .)
فالشاعر هنا قد جعل الوطن قبلته الأولى التي يدير إليها وجهه إذا نطق بالشهادة قبل القبلة التي جعلها الله لعباده المسلمين ،
ولا شكّ أنّ ذلك من الضلال الواضح ، والطغيان المبين .
3 - ومنه ما هو محرم ،
وهو الحبّ مع الله ،
كما قال تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [ البقرة: من الآية165] ،
وهذا نوع من الشرك ، يسمّى : ( شرك المحبّة ) ،
وهو درجات بحسب ما يقوم بقلب صاحبه من التعلّق بالمحبوب ومحبّته من دون الله ،
وهذا النوع هو الذي أردت الحديث عنه في هذا الكتاب ،
وهو ما يمكن أن نسميه بـ ( حبّ الأفلام والمسلسلات والمجلات الهابطة ) ،
الذي نشأ عليه الصغير ، وهرم عليه الكبير إلا من رحم الله عز وجل ،
حتى إن بعض ما يسمى بالمسلسلات الدينية ! التي يُمثل فيها الصحابة رضي الله عنهم( قد صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء في تحريم تمثيل الصحابة رضي الله عنهم ، ومنع ذلك . ( انظر : مجلة البحوث الإسلامية ، المجلد الأول ، العدد الأول ص 235 ) . ) لم يسلم من إقحام هذا النوع من الحبّ فيها .
ولقد كنت منذ زمن أتابع ما ينشر حول هذا الموضوع في بعض الصحف والمجلات ،
إضافة إلى ما يصلني من رسائل واتّصالات ، وما أسمعه من قصص وحكايات ،
وعند تأمل ذلك كله ،
تبيّن لي كثرة الأضرار المترتبة على هذا الوهم وآثاره السيئة على الفرد والمجتمع ،
فرأيت جمعها ودراستها في هذا المؤلف ليكون بمثابة صيحة إنذار للغافلين والغافلات ، واللاهين واللاهيات ، سواء من الشباب والشابات ، أو الآباء والأمهات ،
وقد حرصت أن يكون بأسلوب سهل ، وعبارات واضحة ،
لاسيما وأنه موجه بالدرجة الأولى لفئة المراهقين والشباب ،
لاسيما الذين تتراوح أعمارهم ما بين (12- 20 ) سنة ،
لأنهم هم الضحية في الغالب ،
كما حرصت على الاستشهاد في كل ما أذكره بقصص من ابُتلي بهذا البلاء ، وأقوالهم واعترافاتهم كما صرحوا بها ، ليكون ذلك أدعى للردع والزجر ،
علماً بأن أكثر هذه القصص يتضمن مخالفات شرعية كثيرة من اختلاط وخلوة وقلة حياء وغير ذلك مما لا يخفى على مسلم ،
وقد علقت على بعضها ،
واكتفيت في بعضها بوضع علامة تعجب ،
وتركت الباقي لفطنة القارئ ،
والله تعالى هو وليّ التوفيق ،
وهو حسبي ونعم الوكيل .
الإثنين 2 أغسطس 2010 - 0:46 من طرف armanya
» سجل دخولك بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم
الإثنين 2 أغسطس 2010 - 0:37 من طرف armanya
» اهدائى الى........
الإثنين 2 أغسطس 2010 - 0:32 من طرف armanya
» فزورة المفتش كرومبو على طريقتى أنا
الإثنين 10 أغسطس 2009 - 11:44 من طرف armanya
» ورد لاطيب عضو في المنتدي
الخميس 9 أبريل 2009 - 0:39 من طرف armanya
» دكتور مصطفى محمود
الإثنين 6 أبريل 2009 - 23:29 من طرف mahetab
» شوربة القرع العسلى اللذيذة أوووووووووى
الإثنين 6 أبريل 2009 - 23:28 من طرف mahetab
» سؤال وجواب (فتوى شرعية)
الإثنين 6 أبريل 2009 - 20:50 من طرف mahetab
» كلمتين ع الماشى 2(زجل بقلم أخويا أيمن)
الأحد 5 أبريل 2009 - 21:49 من طرف mahetab
» "حصريا برنامج mmc tools الجديد لإصلاح كروت الميمورى التالف
الإثنين 30 مارس 2009 - 11:37 من طرف A7MD
» عبر عن حالتك بأغنيه
السبت 28 مارس 2009 - 16:05 من طرف CaPtAiN 7oOdA
» يلا الحق بسرعة كيفية الاشتراك في موقع رابيدشير مجانا
الأربعاء 18 مارس 2009 - 19:53 من طرف mjjm
» i am back
الثلاثاء 17 فبراير 2009 - 0:54 من طرف mahetab
» قرد موبينيل قرر عدم الرجوع إلى مصر نهائيآ
الجمعة 13 فبراير 2009 - 17:34 من طرف mahetab
» هم و احنا
الخميس 12 فبراير 2009 - 17:13 من طرف blue sky